الشباب
يا سبحان الله ! لو تأمل الإنسان في المجتمعات من حوله و الأمم و الشعوب ، لألفى بها المتحضر و المتخلف ، القوي و الضعيف ، الفتي والوهن ...
و لكن ، ما سبب ذلك الاختلاف الجلي يا ترى ؟ و ما الذي أدى إلى ذلك التفاوت الشاسع بين المجتمعات و الحضارات ؟ ، وهل يمكن أن تنشأ تلك الفروقات و التباينات من فراغ ؟ ، و إذا كانت الإجابة بلا - وهي بكل تأكيد كذلك - فما أسباب ذلك إذا ؟
إن مما لا شك فيه إن الاختلافات بين الأمم و الشعوب ، تنشأ لأسباب عديدة و متنوعة ، و لكن أبرز ما يصنع التباينات و يوسع الفروقات هو عنصر الشباب ، فقد قال سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - : " إن الشباب هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن " .
الشباب لا ريب عنصر فعال ، تنصلح الأمم بصلاحه و تفسد بفساده و من ثم فإنها تهلك ، فهب مثلا : أن أمة ما فسد شبابها ، و حل عليهم الانحلال وسرى فيهم كما تسري النار في الهشيم ، فماذا يا ترى تكون منزلتها بين الأمم و الشعــــوب ؟ ، و هل تراها تنمو و تتطور ؟ ، أم هل تراها تضمن مستقبلا ناصعا يحفظ لها المكانة و السمعة ؟ ، الإجابة قطعاً بلا و ألف لا ، فلا شك أنها ممن سبقهم ركب الحضارة و التقدم ، و أن مستقبلها صار محفوفاً بالمخاطر الجمة ، و أنها صارت تسابق الزمن لتبقى على حالها دون تقهقر و تراجع . و على الصعيد الآخر : هب أن أمة صلح شبابها و صارت الهمة و النشاط عنوانهم الأمثل في حياتهم ، و ضربوا أروع الأمثلة في النجاح و الرقي ، فماذا تتوقع أن يكون حال أمتهم ؟ لا بد أنها أمة تنبض بالإنتاج و الحيوية ، و تسير بخطى ثابتة على طريق التقدم و النجاح و الريادة.
من هو الشاب ؟ ، الشاب هو الصبي منذ أدرك البلوغ إلى ســـــــــن الثلاثين ،
إن مرحلة الشباب هي مرحلة من مراحل العمر ، مثلها مثل الطفولة و النضوج و الشيخوخة ، و لكنها تتسم بسمات خاصة و مختلفة عن غيرها من المراحل ، قال تعالى : " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا و شيبة " ، فالشباب طاقة لا تعرف السكون ، مفعمون بالنشاط و الحيوية ، ذوو حماس لا ينقطع ، يعطي إيحاءً ببعض التهور ، و ربما التسرع ، ولكن فكرة خطأ ، عمت و شاعت بين كبار السن من الآباء و غيرهم ، أن تهور الشباب يكون بالإقدام على أمور دون موازنة حقيقية بين مغانم الأمر و مغارمه ، أو دون حساب دقيق للمخاطر ، ولكنه قد ثبت أن هذا الأمر ليس من الصحة في شيء - في أغلب الأحيان - ، ففي دراسة حول سلوك الشباب ، استمرت خمس سنوات و شملت ما يزيد على عشرة آلاف شاب ، أجراها العالمان فران فارلي من جامعة تمــــــــــبل ، و فاليري راينا أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة كورنويل ، و نشرتها مجلة ( علم النفس التجريبي ) المختصة ، تبين أنهم يفكرون في مخاطر كل عمل بشكل واع ودقيق قبل أن يقدموا عليه أكثر من غيرهم في المراحل السنية الأخرى ، إلا أنهم يحسبون المكاسب أيضا و ما سيجنونه من فوائد هذا العمل ، الذي قد يكون خطيراً كما ذكرنا . و قد اقتضت حكمة الخلاق - سبحانه و تعالى - أن يخلق هذا الكائن العجيب - أي الإنسان - محتاجاً للرعاية الفائقة و المراعاة الحساسة لمدة طويلة نسبياً دون غيره من الكائنات ، حتى يشب و ينضج و يكون على أهبة الاستعداد لتحمل للمسؤولية و أعباء الحياة، و هذا ما يسمى في عالم التربية بـ : ( التنشئة الاجتماعية ) ، تمهيداً له ليكون عضواً منتجا و فعالاً في مجتمعه . لذا نجد أن أعداء الإنـــــسانية و التقدم على مدى الزمان ، دائما ما يوجهون سهامهم صوب هذه المرحلة الخطيرة من مراحل العمر لما لها أكبر الأثر في إثراء الحياة الثقافية و الفكرية للأمــــــــــــة و النهوض بها إلى مصاف الأمم المتحضرة ، فمن أصاب الشباب فقد أصاب الأمة في مقتل ، و وضعها بين المطرقة و السندان ؛ لأن الشباب هم قلب الأمة النابض ، فهم كمقياس الحرارة الذي يبين مدى سلامة الأمة و عافيتها ، و هم كالشمس إذ سطعت في كبد السماء بعد شروقها ، تنثر أشعتها فتملأ الكون و تمد الكائنات بالدفء و الطمأنينة و الفائدة و المنفعة ، فيعمل الجميع على الاستفادة منها قبل أن تدخل في طور الغروب ، معلنة انسحابها ، و قرب أفولها .
إن ما للشباب من أهمية عظمى في التنمية و التقدم - و التي تعرف بأنها الاهتمام بالنمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة لتنمية قدرات الإنسان و طاقاته المختلفة من جهة ، واستثمار كافة الموارد و الخيارات و المدخلات و التي تتيح الانتفاع بمختلف قدرات الناس من جهة أخرى - ، دفع برسولنا الحبيب _ صلى الله عليه و سلم _ بالقول : " نصرت بالشباب " . صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كيف لا ؟! ، و الشباب هم أول من يحمل على عاتقه أعباء المجتمـــــــــع و الوطن ، فقد كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا أعياه الأمر المُعْضل دعا الأحداث فاستشارهم ؛ لحِدَّة عقولهم . فالشباب أولا : هم أول من يهب للدفاع عن الوطن و حماية ثراه إن مسه الخطر من أعدائه ، فقد كان بعض الشباب يقودون جيوشاً بأسرها عندما كانت الحضارة الإسلامية في أوج عظمتها و مجدها ، و كم من حضارات دامت على مدى مئات من السنين بجهد شبابها في حمايتها من الأخطار ، وصدهم لكيد الأعداء عنها . ثانياً : الشباب يقومون بالأعمال العامة التي تتطلب جهدا بدنياً لا يقوى على بذله سواهم ، من مثل : العمل في المناجم المعدنية و استخراج الثروات الأرضية ، و العمل في البناء و ما إلى ذلك فقد قيل : "إنما الخير في الشباب". ثالثا: هم أقدر على الحفظ و الفهم و الاستيعاب و التماشي مع المستجدات الحديثة في عالم الحواسيب و الاتصالات و ما إلى ذلك بشكل كبير ، فقد قال أحد العلماء : " قدّموا إلينا شبابكم ؛ فإنهم أفرغ قلوبًا، وأحفظ لما سمعوا " ، ولذلك تجد أن ذروة الإبداع إنما تكون في تلك المرحلة الهامة ، وتجد أيضا أن معظم من برعوا في العلوم الحديثة و التقنيات المتطورة ، إنما هم من الشباب ، و إن كانوا من كبار السن ، فقد بدأوا غالبا بالتعلم منذ مرحلة شبابهم ، أو طفولتهم . و الشباب فوق كل ذلك ، هم من يقومون بعملية الزواج و التناسل - في أكثر الأحيان - و ينجبون الذراري و الأبناء ، ليساهموا بذلك في تأمـــــــين من يحمل الأعباء من بعدهـــــم ، و يساهم في عملية التنمية الشاملة ، ويكون خير خلف لخير سلف ، و الدليل على أهمية الشباب من هذه الناحية : ماتقوم به دولتنا الميمونة من تشجيع للشباب على الزواج و التناسل من خلال صندوق الزواج و الإعانات و القروض و ما إلى ذلك . و من المعلوم في أغلب دول العالم : أنها تقوم بإحصاء دوري ( كل خمس أو عشر سنوات ) ، يبين النسب المئوية للفئات العمرية في المجتمع و يحدد عدد المواليــــــد و الوفيات و شرائح المجتمع ؛ بغرض وضع الخطط التنموية ، و تحديد احتياجات المجتمع في المرحلة القابلة ، فإن وجد أن فئة كبار السن تحوز على نصيب الأسد من المجتمع ، فإن ذلك يدق ناقوس الخطر ، و ينذر بما لا يحمد عقباه من أزمــــــــــات و عقبات تعترض طريق التنمية ، و يصير من المحتم على تلك الدول أن تبحث لها عن حل مناسب ، تذلل به تلك العقبات و تمهد طريقها للرفعة و التقدم . أما إن و جد أن نسبة الشباب و صغار السن تغلب غيرها من الفئات ، فإن هذه بشارة خير تلوح في الأفق ، و تتنبأ بأن تلك الدولة ستكون من الدول مسموعة الكلمة في محيطها الذي توجد به ، و لكن بشرط أن تستغل ما لدى شبابها من طاقات و توظفها توظيفاً منطقياً و فاعلاً ، و ما ذلك إلا دليل واضح كوضوح الشمس على دور الشباب في عملية التنمية ، فهم ذلك الساعد القوي ، و تلك المعاول الصلبة التي تساهم في بناء الأوطان ، و هم تلك الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها أطماع الطامعين .
و مما سبق ، يتضح لنا أن الشباب هم جوهرة نفيسة ، ترصع تاج الأمة و تزينه و لكن .... يجب أن تتعهد تلك الجوهرة بالحفظ و الرعاية لتدوم على حالها ، و يصان جمالها ، فكيف السبيل لحفظها و رعايتها ؟ . إنما تبدأ تلك الرعاية من التخطيط الواعي لرعاية الشاب منذ ولادته و وضوح الأهداف ، و توفر الوسائل المعينة لبلوغ الهدف المبتغى ، فنقطة البداية إذاً هي االتخطيط السليم ، و من ثم تطبيق هذا التخطيط على أرض الواقع تطبيقاً ملائماً و صحيحاً ، فشخصية الشاب تبدأ بالتكون أساساً منذ الصغر في مرحلة الطفولة ، فإن لم تتعهد تلك المرحلة بالحفظ و الرعاية و التوجيه و الإرشاد و التعليم ، فإن الخير لا يرجى من مرحلة الشباب بتاتاً ، و هنا يبرز دور الأسرة و أولياء الأمور في بناء الشخصية و توجيهها توجيها فعالاً يودي بها إلى الحيوية و الإنتاج ، فلنقارن مثلاً بين شاب تعهدته أسرته بشتى أنواع الرعاية في مرحلة الطفولة في صغره ، و عملت على أن يصبح شابا نافعا لوطنه ، يدفع التنمية في وطنه بكل ما أوتي من قوة ، و بين آخر أهملت أســــــرته و ذووه رعايته كل الإهمال ، و أداروا ظهورهم لكل ما يمت بصلة للرعايــــــــــة و التوجيه من قريب أو بعيد و ربما تجاهلوا تعليمه أيضاً ! ، ناسين أو متناسين حق و طنه عليه ، إنها حقا مقارنة قاسية ، و لا شك أن الشاب الأول سيصبح في يوم من الأيام لبنة مهمة في بناء الوطن ، و سيثبت أن رعايته في الصغر لم تذهب هـــدراً ، و إنما كانت " كالنقش على الحجر " ، أما الثاني فإنه و بكل تأكيد لن يساهم بأي شكل من الأشكال في عملية التنمية و التقدم ، بل إنه قد يعطلها بوجوده عالة على المجتمع ، يستهلك أكثر مما ينتج ، و يأخذ أكثر مما يعطي ، ففاقد الشيء لا يعطيه من الأساس ، و قد قالت العرب في القدم : " إن الشاب على أول نشوئه " .
ثم يبرز دَور المدارس و دور التعليم و التربية من بعد ذلك ، فدور المدرسة ما هو إلا مكمل لدور الأسرة ، و لذلك فإنها تعرف ( بالبيت الثاني ) ، فإذا كان الأساس و هو الأسرة ، لا يقوم بدوره على ما يرام ، فإن دور المدرسة يصبح هامشيا ، ضئيل الفائدة ، قليل المنفعة ، فالشباب لا يبدع في مجال من المجالات ، إلا إن كان متعلماً و ليس جاهلاً ، و أما إن كانت الأسرة تقوم بدورها على أكمل وجه من رعاية و توجيه كما سلف و ذكرنا ، فإن دور التعليم تقدم فوائد عظيمة للشباب في صغرهم ، وتساعدهم على الرقي بالفكر و توسيع مدارك الفهم عن طريق تشجيعهم على البحث العلمي و الابداع الهادف ، و تزرع فيهم حب الخير و بذله في كل المجالات ، نافعين بذلك أنفسهم و أسرهم و مجتمعاتهم ، و الإخلاص في العمل مما يؤدي في النهاية إلى النهوض بالتنمية الشاملة بشكل رائع . ولعل أكثر ما يشير إلى الأدوار التربوية لدُور العلم : ما انتهجته الوزارة المختصة من عبارة " وزارة التربية و التعليم " عنواناً و مسمى لها ، فذلك دليل قوي على أن المـــــــــــــــدارس و الجامعات ، إنما هي لتربية الأجيال و الشباب قبل تعليمهم . و لكن يجب علينا أن لا نغفل أن تلك الفوائد البراقة و الثمار الطيبة لدور التعليم تبقى مشروطة بقيام المجتمع التربوي بدوره على أحسن شاكلة ، وذلك مرتبط بمعرفة كل فرد فيه بحقوقـــــــــه و واجباته ، مع الإخلاص الذي يجب أن يتوخى في جميع الأعمال ، و الدراسة الثاقبة و الممحصة لكل المشاريع و الخطط و البرامج التي تدخل دور التعليم ، و تقدم إلى الشباب و الدارسين ، و يساهم فيها الجميع ، ويتحتم علينا أن نشير هنا إلى أهمية العلم في الدفاع عن الوطن - الذي هو من مسؤوليات الشباب - ، " فالعلم سلاح " يجب الاهتمام به قبل معظم الأسلحة الأخرى ، و هو خط دفاع محوري للدفاع عن الوطن لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال ، وهو أيضا فرض على القادر ، و كما قال من لله دره :
أليس العلم في الإسلام فرضاً * * * على أبنائه و على البنات ؟.
و أما بعد أن ذكرنا دور الأسرة و من بعدها دوْر دُور العلم و التربية في الاهتمام بالشباب و تكوين شخصياتهم ، فقد آن الأوان لكي نذكر المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الدولة في هذا الأمر ، فعلى الدولة أن تحتوي الشباب و تحترم طاقاتهم ، و ذلك بأن تهيئ لهم االمجالات المناسبة لإخراج طاقاتهم و مواهبـــــــــهم و صقلها من بعد ذلك ، و إيجاد البدائل المناسبة و المنتجة لملء أوقات فراغــــــهم و إغنائهم عن الانـحراف و الـضياع ، و ذلك عـن طريـــق إنشاء المراكز الصيفـية و النـوادي الرياضـية و الثقافية لهم - كما تفعل دولتنا - و ما إلى ذلك ، فطاقة الشباب نعمة عظيمة يحسدون عليها ، و لكنها إذا لم توظف بالشكل السليم فإنها تصبح نقمة عليهم و على المجتمع ، لأنها ستوظف حتماً في الانحراف و الشر.
إن كل طرق الاهتمام بالشباب و التأثير عليهم ، و الأدوار الموكلة إلى غيرهم لرعايتهم ، إنما تقودنا في النهاية إلى مجموعة من العوامل الأخرى و التي تؤدي إلى صلاح الشباب أو ضياعهم ، والتي نمر على أبرزها مروراً سريعاً تجنباً لتكرار الحديث .
لا ريب أن التمسك بالدين الحنيف هو أول ما يحفظ الشباب و يدفعهم لبذل الخير و حب الأوطان ، فالخطوة الأولى لصلاح الشباب إذاً هي تلقين الشباب أمور دينهم و حثهم على الالتزام به بشتى الوسائل الممكنة ، و على النقيض ، فإن عدم الاهتمام بالدين و عدم تـمسك الـشباب به هو أول عوامل فـسـاد الشـباب ، و هـو ما يـسيـر بـهم و بأوطانهم و مجتمعاتهم نحو الهاوية ، لتكون بداية النهاية القاسية .
وأما ثاني عوامل الصلاح فهو التسلح بالعلم و الثقافة التي تفتح الذهن ، وهو مرتبط بالعامل الأول - أي التمسك بالدين - ، حيث أن الإسلام فرض العلم و شدد عليه ، فقد قال تعالى : " قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " ، و على الصعيد الآخر فإن الجهل لجج من الظلمات لا تنتهي بأصحابها إلا إلى الهلاك و سوء العاقبة .
أما العامل البارز الأخير فهو ملء أوقات الفرغ و استغلالها استغلالاً واعياً يعود على صاحبها بالخير و المنفعة ، قال - صلى الله عليه و سلم - : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ " صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فالفراغ سلاح ذو حدين ، إن أحسن استغلاله نفع ، و إن أسيئ استغلاله انقلب شر منقلب على صاحبه ، و تحول إلى ما يعرف بـ : ( الفراغ القاتل ) .
و في الختام ، لا أجد إلا أن أؤكد على أن الشباب هم القاعدة المتينة التي تبنى عليها الأمم و تستقر ، و أن أتوجه إلى الله بالدعاء أن يحفظ شبابنا فعزهم عز الأمة ، و أن أقول : ترقى الحضارات ما رقي شبابها ، و يطيب لي هنا في نهاية رحلتنا مع الشباب أن أقف متغنياً بقول القائل لله دره :
شباب قنع لا خير فيهم * * * و بورك في الشباب الطامحينا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته