اللعب كل دنيا الطفل ومتعته ويعتبر أي شيء يحرمه من اللعب عبء لا يجب عليه تحمله ؛ لذا يتهرب من أداء الواجب المدرسي بكافة الطرق ويعتبره عقاب، وقد يصل الأمر ببعض الأطفال إلى كراهية المدرسة . بعض الأمهات يفضلون راحة البال فيساعدون أطفالهم في إنجاز واجباتهم المدرسية مساعدة مفرطة فيقدمون لهم الحل جاهزاً، ولا مانع يقمن بحل مسائل الواجب بأنفسهن .
ولكن خبراء التعليم الألمان يحذرون من أن المساعدة المفرطة في هذا المضمار قد تأتي بنتائج عكسية قائلين: إن المساعدة الأفضل التي يكمن أن يسديها الآباء والأمهات لأطفالهم في هذا الصدد قد تتمثل في الإحجام عن مساعدتهم تماماِ فالهدف من الواجبات المنزلية لا يكمن فقط في حصول الطلاب على درجات مرتفعة في شهاداتهم المدرسية ولكنه يرمي كذلك إلى تحسين قدراتهم الشخصية وتنمية قدرتهم على التعلم الذاتيِ . ويؤكد أولريش تراوتفاين من معهد ماكس بلانك للأبحاث التعليمية ومقره برلين، أن على الطفل إدراك أن الحصول على درجات مرتفعة وتحقيق النجاح (في الدراسة) يتطلب بذل جهد.
وعندما يمد الوالدان يد العون لأبنائهم فيما يتعلق بالإجابة عن الأسئلة التي يواجهونها خلال قيامهم بأداء الواجب المنزلي، فان ذلك يؤدي على الأغلب إلى عدم فهمهم الدرس الذي تتمحور هذه الأسئلة حولهِ . حـب الـمدرسة ويؤكد الدكتور إلهامي عبدالعزيز أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن غرس حب المدرسة والتعليم للطفل منذ الصغر يساعده علي أداء واجبه بسهولة وأحذر أن تهدده بالعقاب إذا جاء بدرجات أقل من مستواه حتى لا يشعر بالخوف والضيق بل شجعه علي أداء واجبه حتى يقبل علي الأمر برضا وسعادة واسمحي للطفل بأن يستريح بعض الوقت بعد العودة من المدرسة فراحة قصيرة يقضيها في اللعب تتيح له أن يقبل بعد ذلك علي تناول وجبة غذائية بشهية مفتوحة ثم استراحة بعض الوقت قبل أن يجلس لأداء واجباته. مشيراً إلي دور الأم في متابعة الكراسة الخاصة بالطفل التي يكتب فيها المدرس ملاحظاته والعلامات التي تحدد صفحات المذاكرة والواجب .
ناصحاً كل أم بعدم الجلوس بجوار طفلها طوال وقت أدائه الواجب أو للمذاكرة حتى لا يعتاد ذلك ومن الأفضل تواجدها للمتابعة والمشورة فقط في حالة احتياج الطفل لها حتى يعتمد علي نفسه .
كذلك يجدر بالأم ألا تجبر الطفل علي الجلوس للكتابة والمذاكرة فترة طويلة فالطفل حتى 7 سنوات لا يستطيع الكتابة أو التركيز أكثر من عشر دقائق متواصلة يطلب بعدها فترة للراحة.
التربيـــة مسؤوليـــة ويرى د. جمال الطحاوي أستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية آداب المنيا أن، تربية الأولاد مسئولية أساسية علي الوالدين وليس كما يشيع البعض أن الأم هي المسئولة عن تربية الأطفال في السنوات الأولي وأيضا تعليم الأولاد هدف سام لكل الأسر في مختلف المجتمعات لذلك يواجه الأبناء في السنوات الأولي للمدرسة صعوبة التكييف مع الواجب المدرسي لاختلاف البيئة الاجتماعية بين المدرسة والبيت.
كما يقع الدور أيضاً علي المدرسة في ترغيب الأولاد علي الواجب والأسرة أيضا عليها دور في تحفيز الأطفال ويأتي ذلك كله من خلال مجموعة من العوامل المختلفة هي:
* يمكن اصطحاب الوالدين للأطفال إلي المدرسة أول أسبوع الدراسة. * تهيئة الطفل للجو المدرسي من خلال الاستيقاظ مبكراً والنوم مبكراً وشراء الأدوات المدرسية الطريفة وتزيين الكتب.
* إلحاق الأطفال في مدرسة بها مجموعة من أصدقاء الطفل خارج المدرسة "أبناء المنطقة" حتى لا يشعر بغربة وفي آخر اليوم الدراسي توفر المدرسة وسائل ترفيهية حتى لا يشعر بالملل.
* عدم تحميل الأسرة علي الأطفال بمطالعات غير مكرر عليهم حيث يمكن الاستعانة برسوم متحركة وذلك عند الأثقال عليهم بواجبات مدرسية كثيرة ومعالجة ذلك بهدوء.
* تدريب المدرسة في إعطاء واجبات مدرسية للطفل مع صرف مكافأة أو حوافز له أو إشراكه في رحلات مدرسية.
* عند امتناع الطفل عن أداء الواجب لا تعاقبه الأم علي ذلك من أول مرة بل تخفف له الواجب تدريجياً حيث يبدأ مخففا ثم يزداد تدريجيا لتصل إلي إعداد الواجب كله مع مشاركة اخوته أيضا مع الأم لتشجيعه علي تنفيذ واجبه المدرسي.. مع التأكيد علي ضرورة التواصل بين المدرسة والأسرة.