قد يحتار الأهل عندما يتعاملون مع أطفالهم الذين يتصفون ببعض الصفات التي تجعل منهم مختلفون عن الأطفال من أبناء جيلهم, كالطفل الانطوائي والغير اجتماعي, أو الطفل العدواني, أو الطفل العنيد, وغير ذلك من الصفات الغريبة التي يتطبع الطفل بها ويتخذها أساساً في تصرفاته وتعامله مع الآخرين.
وبالنسبة للطفل العنيد بشكل خاص فهو غالباً ما يستجيب للمواقف التي تصادفه بانفعال شديد وغضب, وعادة لا يؤدي هذا الانفعال إلى الاعتداء على أحد أو تحطيم الأشياء من حوله, إلا أنه يدفع الطفل للقيام بحركات تعبر عن غضبه واستيائه, وقد يؤذي نفسه باللطم.
كما يعرف الطفل العنيد بأنه قليل الصبر ومندفع في أفكاره, الأمر الذي يؤدي به إلى عدم التركيز وتشتت انتباهه وبالتالي فهو يكره المدرسة وكافة الأمور المرتبطة بها, وهناك احتمال بأن يصاب الطفل العنيد بحالة التبول اللاإرادي ليلاً.
أما الأهل فهم في معظم الأحيان يتعاملون مع مثل هؤلاء الأطفال بطريقة تفتقر إلى الاتصال الوجداني بالطفل, كما أنهم يثيرون مشاعر الذنب لدى الطفل ويؤكدون له بأن حالة الانفعال التي تعرضت لها الأسرة بسببه وبسبب تصرفاته, كما يفتقر الأهل في تعاملهم مع الطفل العنيد إلى التحديد النوعي لما هو مطلوب من الطفل أن يقوم به, ويكتفون بعبارات عامة غير محددة وغير مدروسة أيضاً لا يصل الطفل من خلالها لأي نتيجة في ذهنه.
وإن مثل هذه الطريقة في التعامل تخلق موقفاً متسماً بالضغط النفسي وجواً مشحوناً بالتوتر طوال الوقت, وبما أن الطفل لا يعلم كيف يتصرف حيال مثل هذه المواقف المتوترة أو أنه لا يستطيع تحمل معايشة التوتر, فإن هذا الأمر سيزيد من عناده ومن حدة تصرفاته.
والجدير بالذكر أن حسن تصرف الأهل في تعاملهم مع الطفل العنيد يعود بالنفع على كلا الطرفين سواء الأهل أو الطفل نفسه, لهذا يتوجب عليهم خلق جو اجتماعي تفاعلي مطمئن للأسرة بكاملها على أن يشمل ذلك الطفل العنيد مهما بدر منه من تصرفات, هذا بالإضافة إلى التقليل من المخاوف الاجتماعية للطفل وإعطائه فرصاً للنجاح في أداء بعض الأعمال حتى ولو كانت صغيرة وداخل نطاق الأسرة.
والأفضل أن يتم تجاهل السلوك السلبي للطفل ولكن أن لا يتم تجاهل الطفل نفسه, وتغيير الموضوع الذي أدى إلى المشاحنات وتوجيه انتباه الطفل إلى نشاط آخر, مع التأكيد على تغيير الموضوع وتوجيه انتباه الطفل إلى النشاط الجديد, والعمل على مكافأة الطفل إذا استجاب مع هذا الأسلوب واندمج في النشاط الجديد.
كما يتوجب على الأهل أن لا ينسوا الاستمرار في التعامل مع الطفل العنيد بود ومحبة مهما بدر منه, هذا مع تجنب النظرات الحادة أو الصوت المحتد أو المرتفع, والمحافظة على تعبيرات الوجه والاحتكاك البصري المتسم بالود والحنان.