تتخيل الأم مع اقتراب موعد الولادة شكل طفلها الجديد، الذي غالباً ما يتراءى لها بطلة طفولية جميلة وخدود ممتلئة وعينان مفتوحتان تنظران إلى الأم بشغف، ولكن الذي يحدث أن الأم قد تفاجئ من شكل المولود الجديد، وتجده مخلوق صغير بلون بشرة غريبة يمكن أن يغطيها بعض الشعر الأسود، وعيون منتفخة غالباً ما تكون مغمضة.
وفي الحقيقة إن شكل المولود الجديد طبيعي جداً وهو لا يدعو لأي خوف أو قلق، وبعد مضي عدة أشهر من عمر الطفل يمكن للأم أن ترى ما كانت تتخيله ويتصور لها، فحينها يكون نمو الطفل قد أكتمل وثبت وبدأت ملامحه الحقيقة بالظهور.
وبالنسبة لرأس الطفل الذي يكون مخروطي الشكل فذلك أمر طبيعي بسبب عملية الولادة، ويأخذ الرأس ذلك الشكل بسبب وجود بعض الأماكن اللينة في رأس الطفل وهي التي تسمح بالتغير الذي يحدث في عظام الرأس.
لهذا يتطلب التعامل مع رأس الطفل الكثير من الحرص والحذر، إلا أن العناية العادية لن تضره فيمكن غسل شعر المولود الصغير برفق وتصفيفه أيضاً باستخدام فرشاة ناعمة، ومع مرور الوقت ستلتئم عظام الجمجمة جيداً وتختفي المناطق اللينة تماماً، وذلك يحدث عندما يصبح عمر الطفل سنة ونصف تقريباً.
وبسبب الضغط الذي يحدث على رأس الطفل أثناء عملية الولادة يمكن أن تنتفخ عيناه، وبالتالي يصبح الطفل غير قادر على فتحمها، وفي هذه الحالة يجب عدم إرغامه على فتح عينيه لأنه سيقوم بذلك لوحده عندما يكون مستعداً، كما يجب عدم الانخداع بلون عيني الطفل فهي غالباً ما تكون رمادية مائلة للزرقة في الفترة الأولى بعد الولادة، والأمر يحتاج لمرور عدة أشهر لمعرفة اللون الحقيقي لعيني الطفل، فبعد مرور هذه المدة يكون الطفل قد اكتسب الصبغة الملونة الطبيعية للجسم وهي مادة الميلانين.
أما الأنف المفلطحة المنتفخة فهي أيضاً من الصفات الشائعة للأطفال المولودين حديثاً، والأمر يحتاج أيضاً لبعض الوقت أي حتى يبلغ الطفل سنة من العمر، ليؤثر عامل الوراثة عليه ويظهر الشكل الحقيقي لأنف الطفل.
كما أن وجود شعر غامق وناعم على جسم المولود الجديد لا يعتبر ظاهرة غير طبيعية خاصة إذا كان الطفل مبتسراً، ويحتاج أيضاً هذا الشعر لبعض الوقت حتى يختفي من جسم الطفل.
ويمكن أيضاً ملاحظة مادة شمعية بيضاء على جلد الطفل وهذه المادة تختفي تلقائياً بعد الحمام الأول للطفل، ومهمتها محصورة في حماية جلد الطفل من السائل الأمينونى الموجود برحم الأم، أما البقع الحمراء المتواجدة على وجه الطفل أو البقع الغامقة المنتشرة في جسمه، فهما أيضاً من الحالات المؤقتة ولا داعي للقلق من وجودهما.
وإن ضعف الدورة الدموية للطفل المولود حديثاً يمكن أن يسبب ظهور اللون الأزرق بشكل مفاجئ في منطقة من جسم المولود أو إحدى يداه أو قدماه، وهذا أمر لا يدعو للخوف أو القلق وعلى الأم في هذه الحالة أن تقلب الطفل على جانبه الآخر وأن تدلك جسمه برفق لتحريك الدورة الدموية.
لكن إذا بدا جلد الطفل أصفر اللون، فقد يكون ذلك مؤشراً على إصابة الطفل بصفراء حديثي الولادة، وفي هذه الحالة لا بد من استشارة الطبيب ليتلقى العلاج المناسب إذا كان بحاجة إليه.