مازال العديد من العادات والتقاليد والاعراف والصناعات الشعبية مع مختلف الامور المتعلقة بدورة الحياة لدى الشعب الكردي غير مسجلة أو مدونة ومنها الالعاب الشعبية، ومازالت منطقة كردستان كنـزاً ضخماً للباحثين والدارسين عن التراث الشعبي. وما تم رصده أو نشره حول الامور المتعلقة بالفلكلور أو المأثورات الشعبية غير كامل فلم يتم حتى الآن رصد هذه العادات والتقاليد والالعاب والصناعات الشعبية الكردية لا يستطيع باحث أو دارس لوحده ان ينجزه بل هي مهمة المؤسسات الثقافية والجامعات والاتحادات ومراكز البحوث والدراسات.
ونتيجة لاهتمامي منذ اكثر من عقد من الزمن بالبحث والتحري وتوثيق الالعاب الشعبية والاغاني المتعلقة بها انشرها، فقد توفرت لدي الفرصة لتسجيل بعض الالعاب الشعبية الكردية في منطقة زاخو وهي العاب كان يزاولها الاطفال بشكل عام مصحوبة ببعض الاغاني. من هذه الالعاب:
1- سى شقي: ثلاث ضربات
هذه اللعبة من الالعاب التي تشبه لعبة الهوكي ولكن بطريقة مختلفة ويلعبها الاولاد فقط وتلعب بين فريقين حيث يجتمع الفريقان في مكان اللعب ويكون لدى كل فريق عصا وكرة من الخشب أو القماش ثم تبدأ عملية اختيار من الفريق الذي يبدأ اللعب اولاً بحيث ياخذ الفريق الاول الكرة ومع كل لاعب عصا وينزل الفريق المقابل الى ساحة اللعب المقابلة للفريق الاول.
عادة تكون الكرة عند انشط اللاعبين واكثرهم خفة وحركة ويسمى (سه ر) أي (الرأس) فهو رئيس اللعبة ويوجه باقي اللاعبين الذين معه وعند الفريق الثاني نفس الشيء.
تبدأ اللعبة عندما يكون رئيس الفريق (سه ر) بأخذ الكرة بيده ثم يرميها بعصاه الى الفريق الثاني مما يترتب على كل لاعب من الفريق المقابل ان يصد الكرة بالعصا التي بيده أو ان يمسكها ويعيدها ثانية الى الجهة الثانية بحيث يحاول ان يلمس احد لاعبي الفريق الخصم ومن المفضل ان يلمس (سه ر) الفريق الثاني وان لم يستطع فلا بد ان يحل محله لاعب آخر من فريقه ليقوم بنفس العمل، وهكذا برمي (سه ر) الفريق الكرة بعصاه وعلى باقي اللاعبين من الفريق المقابل صدها أو مسكها واعادتها الى الفريق الثاني وكما اوضحنا مع محاولة ان تلمس الكرة احد اللاعبين من الفريق الآخر الموجودين داخل ساحة اللعب التي لا يجوز ان يخرج منها أي لاعب لاتلمسه الكرة فاذا لامسته الكرة خرج من اللعب وهكذا الا ان يتم اخراج كل اللاعبين لتتجدد اللعبة ثانية ويبرز الفريق الرابح.
واعتقد ان هذه اللعبة غير معروفة حالياً وتكاد تكون منقرضة وقد تكون معروفة لدى كبار السن الذين زاولوها في صغرهم.
2- كير هي –لعبة الدائرة-
وهي لعبة يلعبها الاولاد وبالامكان ان تلعبها البنات وتكون برسم دائرة على الارض, واسعة بعض الشيء ثم ينقسم اللاعبون الى فريقين متساويين على الا يقل عدد الفريق عن خمسة.
وتبدأ عملية اختيار من سيكون داخل الدائرة وأي فريق يكون خارجها أو عند الاتفاق يأخذ كل فريق مكانه فينـزل لاعبي الرفيق المقابل الى الدائرة ويتوزع اعضاء الفريق المقابل حول الدائرة، ويكون لدى الفريق الذي خارج الدائرة كرة من الخشب أو القماش.
تبدأ اللعبة بأن يرمي احد اعضاء الفريق الذين خارج الدائرة الكرة التي بيده الى احد رفاقه المقابل له دون ان يسمح لاي لاعب من الفريق الذي داخل الدائرة ان يمسكها فيعمل هذا اللاعب على مراوغتهم ومغافلتهم ليرميها الى رفيقه فأذا تمكن احد اعضاء الفريق الذي داخل الدائرة ان يمسكها فعليه ان يرميها الى احد اللاعبين من الفريق المقابل ليجعله يترك اللعب فكلما تمكن احد اللاعبين من الذين داخل الدائرة ان يمسك الكرة ورماها الى احد اقرانه واستطاع ان يلمسها فعلى اللاعب والمقابل ترك اللعب والخروج من الدائرة وهكذا حتى يبقى لاعبان فقط يكونان متقابلين حتى يستطيع احد لاعبي الفريق المقابل الذي داخل الدائرة من مسك الكرة واعادتها اليه. بعدها ينفرط عقد اللاعبين ويتضح الخاسر من الرابح.
وهذه اللعبة تستغرق بعض الوقت وفيها الكثير من الخفة والنشاط والمراوغة. ولا اعتقد انها تمارس حالياً.
لقد تمكنت من جمع العديد من الالعاب الشعبية الكردية الاخرى واملي كبير ان يقوم من يهمه جمع التراث الشعبي الكردي من تكملة المشوار كما اني سأعمل على نشر بقية الالعاب تباعاً وذلك للحفاظ على هذه الالعاب من النسيان.