باتت
منطقة الشرق الأوسط تمثل اليوم إحدى أهم مواقع بطولة العالم لسباقات
سيارات فورمولا1 عبر استضافة حلبة البحرين الدولية لإحدى جولاتها منذ
2004، لكن رغم ذلك فإن الغرب بشكل عام ما زال يأخذ على البريطاني بيرني
ايكلستون، مالك الحقوق التجارية في رياضة الفئة الأولى، سعيه الدؤوب إلى
كسب المزيد من ملايين الدولارات من خلال سياسة التوسع التي يتبعها، والتي
تأكدت قبل فترة عندما عبّر عن رغبته الصريحة في الوصول ببطولة العالم إلى
نقطة عشرين جائزة كبرى في السنة الواحدة.
ولا شك في أن حصول عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة،
أبو ظبي، على شرف استضافة إحدى جولات البطولة لمدة سبع سنوات ابتداء من
عام 2009 وحتى عام 2016، أثار من جديد حملة المنتقدين بعد أن اعتبر عدد
كبير من مدراء التسويق في الفرق المشاركة ببطولة العالم أن لا حاجة إلى
جولة شرق أوسطية ثانية تضاف إلى سباق جائزة البحرين.
وسأل أحد هؤلاء قائلاً: "لماذا نتجه إلى مكان مثل أبو
ظبي في الوقت الذي يبدو فيه ممكناً اقتحام أسواق جديدة في الهند والمكسيك
وروسيا الساعية بجدية للحصول على شرف دخول روزنامة بطولة العالم؟". وتأخذ
تلك الفئة على ايكلستون تسليمه بأن "فورمولا1 تذهب إلى حيث الأموال
تتواجد".
ويبدو أن هؤلاء أغفلوا حقائق عدة تؤكد أن منطقة الشرق
الأوسط هي بالفعل أحد المساهمين الرئيسيين في رياضة الفئة الأولى، لذا
تستحق استضافة سباقين بدل الاكتفاء بسباق البحرين على حلبة صخير.
وكانت دولة الإمارات قد دخلت إلى عالم رياضة الفئة
الأولى من بوابة الرعاية التي أمنتها إحدى أهم شركات الطيران لديها التي
تعاقدت مع فريق ماكلارين مرسيدس مقابل 15 مليون دولار، فيما استحوذت إحدى
الشركات التابعة لحكومة أبو ظبي على 5 في المائة (137 مليون دولار) من
حظيرة فيراري و20 في المائة من فريق سبايكر.
أما حكومة البحرين فقد استحوذت على 30 في المائة من
مجموعة ماكلارين، كما حصلت حلبتها الدولية على الضوء الأخضر للاستمرار في
استضافة إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا1 حتى عام 2013.
ولا خلاف على أن الشكوك التي تحيط بمستقبل عدد من
السباقات في أوروبا، كجائزتي بريطانيا وفرنسا وغيرهما، لأسباب معظمها
اقتصادية، هي ما دفع بعض الجهات الغربية إلى النظر للطفرة الشرق أوسطية في
مضمار فورمولا 1 من منظار ضيق أوله مادي وآخره مادي أيضاً.
إلا أن امتلاك دول الخليج بشكل خاص أربع حلبات بمستوى
عالمي (حلبة البحرين الدولية، حلبة لوسيل في قطر، حلبة دبي اوتودروم في
دبي، وحلبة أبو ظبي مستقبلاً) يؤكد التطور المطرد للرياضة الميكانيكية في
المنطقة، حتى أن الصحافيين الأوروبيين المتخصصين في رياضة فورمولا 1 أخذوا
على الألماني الشهير هرمان تيلكه، الذي صمم عدداً كبيراً من الحلبات،
إصراره على منح حلبة أبو ظبي بالذات "امتيازات" لناحية تضمينها عدداً لا
بأس به من المنعرجات الحماسية غير المتوافرة في حلبات أخرى.
يُذكر أن حلبة أبو ظبي المقرر أن تقوم على جزيرة ياس
الممتدة على مساحة 55.2 ألف هكتار، ستكون إحدى أطول حلبات السباق في
العالم (5.5 كلم)، ولا شك في أن وقوعها على ضفاف البحر قد يشعل غيرة حلبة
موناكو مع العلم أن الأولى تتميز بمنحها السائقين ثلاثة أماكن تتيح
التجاوز، بحسب ما يقول تيلكه، وذلك على عكس حلبة موناكو حيث تصعب تلك
الإمكانية.