رقّ الحضارةْ
يا صاحبي
قم واقرع الناقوسَ
واسْـتَبِقِ البشارةْ
بشّر بأنْ
عادت قرون الرقّ
في زمن الحضارةْ
يا صاحبي
ما نحن في زمنٍ لنا
أفلا ترى
كم من ذليلٍ قد بنى
بالرقّ داره
فالرقّ ألوانٌ
فلون واضحٌ
مثل اتضاح الشمس
في كبد السما
وهناك لونٌ
ما عرفنا قدرَهُ
يخفى كما
تخفى القباحةُ في الدجى
ذاك الذي قد نالنا
وعيالنا
منهُ الجسارةْ
أموالنا ليست لنا
أطفالنا ضاقت بنا
أحرارنامستعبدين
لكل من طلب الإمارةْ
وتقول كيف الرقّ فيمنْ
ماله رَمْزُ الثرا
فأقول: مالُ العبدِ مسلوبٌ
وإن مَلأ الثرى
فالمال قيدٌ
والمذلّةُ حُبّهُ
والحبّ فيما لا حياةَ بهِ
خسارةْ
يا صاحبي
عادت طِباعُ الجاهليةِ بيننا
حتى غدا
من كان يدفن بنته
في مهدها من فاقةٍ
فالآن يدفن أمه
بل وابنه لا بل وجاره
فلعلّه ردّ اعتباره
أو علّه ينسيه عاره
يا صاحبي
ما الرقّ إلا
فقدُ تقريرِ المصيرِ
والاختيارِ
فما ترىمن بيننا
رجلاً وقد ملكَ اختياره
أو أسْمَعَ الدنيا قراره
لكنّنا
سِلعٌ تُباعُ وتُشترى
غنمٌ تُقاد وتُزدرى
سيلٌ دنا ، زبدٌ طفا
فأباحَ للكونِ احتقاره
فأدعوهُ ما تدعوهُ
ليس كمثلهِ ذلٌ
ولا ذلٌ أمرُّ من الذي
أسميته (رقّ الحضارةْ)