لا
خلاف على أن سباق جائزة البحرين الكبرى الذي دأبت المملكة على استضافته
دورياً منذ الرابع من نيسان/أبريل 2004 كجولة من جولات بطولة العالم
لسباقات فورمولا وان هو بمثابة الحدث الأبرز الذي تشهده حلبة البحرين
الدولية الواقعة في منطقة صخير الصحراوية.
لكن هذا الصرح الفريد لا يكتفي بسباق فورمولا وان فحسب
بل يشهد على مدار العام نشاطات وسباقات متفرقة، يتمثل أبرزها في"مركز بي
إم دبليو للتأدية" الذي أبصر النور عام 2005.
هذا المركز الذي أطلقته شركة بي إم دبليو الألمانية في
حلبة البحرين هو الوحيد من نوعه خارج قارة أوروبا، ويعتبر مدرسة متخصصة
يتلخص هدفها الرئيسي في اكتشاف المواهب وتطويرها وتقديمها في خطوة تالية
إلى عالم السباقات.
ويعود تاريخ بداية بي إم دبليو في مضمار تطوير المواهب
إلى عام 1970، وقد أفضت خبرة الشركة الألمانية الطويلة على هذا الصعيد إلى
ولادة سيارة السباق "أف بي 2" التي تستخدم في سباقات فورمولا بي إم دبليو
وتعتبر الخطوة الأولى للسائق في مسيرته نحو عالم فورمولا وان.
ويعتبر الألمانيان رالف شوماخر ونيكو روزبرغ أبرز مثالين
على ذلك، إذ أنهما أكثر خريجي سباقات فورمولا بي إم دبليو شهرة، ويشارك
الأول حالياً في بطولة العالم للفورمولا وان ضمن فريق تويوتا، فيما يقود
الثاني لفريق ويليإمس.
والجدير ذكره أن روزبرغ كان أول بطل للسلسلة الألمانية
الجديدة من سباقات فورمولا بي إم دبليو في 2002 والتي أخذت في التوسع منذ
لك الحين، وأدى نجاحها إلى تنظيم بطولة "فورمولا بي إم دبليو الآسيوية" في
2003 تمكن خلالها البحريني الشيخ سلمان بن راشد من حسم لقبها لصالحه،
محققاً أكبر انجاز عربي في رياضة السيارات ذات المقعد الأحادي، قبل أن
تُضاف إليها بطولة بريطانيا وبطولة شمال أميركا في 2004.
البرنامج التأهيلي
البرنامج التدريبي والتأهيلي الذي يقدمه "مركز بي إم
دبليو للتأدية" هو على الأرجح الأكثر شمولية في العالم إذ يخضع السائقون
فيه لتدريبات ليست فقط على مستوى فنون القيادة، بل على مستوى لياقتهم
البدنية، وأسلوب ظهورهم على وسائل الإعلام، ومعرفتهم التقنية.
ويمثل المركز الفرصة المثالية للمتحمسين الشباب
والطموحين لاختبار الإثارة في سباقات فورمولا بي إم دبليو كما يؤمن
التدريب الأمثل للمشاركين في بطولة فورمولا بي إم دبليو الآسيوية.
ويخضع السائقون لتدريبات تتحدد وفق أسلوبهم الخاص في
القيادة وذلك على أيدي سائقين محترفين، بالإضافة إلى متابعتهم لندوات عن
اللياقة البدنية والتغذية، وكيفية عمل السيارة ومعايير الضبط الملائمة
للهيكل.
وتؤمن بي إم دبليو بأن الموهبة وحدها لا تكفي بل إنها تحتاج إلى أن تتطور بشكل جدي.
وفي هذا الصدد، يؤكد ماريو ثيسن المدير الرياضي لفريق بي
إم دبليو ساوبر المشارك في بطولة العالم لفورمولا وان بأن بطولة فورمولا
بي إم دبليو هي المدرسة المثالية للوصول إلى العالمية.
ورغم الفرصة الذهبية التي وضعتها بي إم دبليو في متناول
السائقين العرب إلا أن مشاركة هؤلاء في البرنامج ما زالت خجولة وتقتصر فقط
على التجربة والاستمتاع بقيادة سيارة "إف بي 2" بعيداً عن التفكير الجدي
في خوض منافسات البطولة.
وكان "مركز بي إم دبليو للتأدية" قد دعا المواهب
الخليجية الشابة في سباقات السيارات للالتحاق به من خلال إطلاق برنامج
"منحة فورمولا بي إم دبليو للشباب" والتي تقرر إقامتها على حلبة البحرين
فور انطلاق نشاط المركز في الحلبة نفسها.
وتضمنت تجارب المنحة فقرات مختلفة اشتملت على القسم النظري، التدريبات العملية، الفحص الطبي والجولات التقييمية.
ويغطي القسم النظري أصول التعاطي مع ناقل الحركة
واستخدام الكوابح ومعلومات عن المضمار وخطوط السباق والأوضاع الحركية
والفيزيائية للقيادة والرموز الرياضية وتسلسل وتوالي الأحداث أثناء السباق.
وخلال عملية التدريبات العملية، جرى اختبار السائقين في
كيفية بدء السباق ونقل الحركة وسير السباق وعوامل السلامة وسيارات المضمار
ومهارات تجاوز المنافسين، كما جرى توفير تجارب تدريبية مجانية بالإضافة
إلى إقامة جولات تقييم عملية.
والجدير ذكره أن تقييم المتسابقين يستند إلى مجموعة من
المعايير من بينها سرعة اجتياز المضمار، والسن وتقييم المدرب مع العناية
بشكل خاص بمهارات نقل الحركة (علبة السرعات) وسير السباق واستخدام المكابح
والسرعة في الدقيقة ومدى التطور الذي أظهره السائق خلال التجارب.
مواصفات السيارة
السيارة المستخدمة في سباقات فورمولا بي إم دبليو تحمل
اسم "إف بي 2"، وقد زودت بمحرك يتكون من 4 أسطوانات متتالية و16 صماماً
مخصصاً لدفع 455 كيلوغراماً فقط (من دون احتساب وزن السائق).
المحرك
قادر على توليد قوة تصل إلى 140 حصاناً، أما سرعته القصوى فتفوق 230 كلم/س
من خلال تعشيق النسب الست الخاصة بعلبة التروس فئة "سيكوانشيل".
المصدر:
وكالات