أكد
السويسري جوزيف بلاتر ،رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجمعة،
أنه: "مقتنع بأن جنوب أفريقيا ستكون منظماً جيداً لمونديال 2010".
وقال بلاتر في مؤتمر صحافي في زيوريخ، بعد الاجتماع السنوي الأول
للجنة التنفيذية للفيفا: "خلال الاجتماع السابق في كانون الأول/ديسمبر
الماضي ، كانت هناك بعض المواضيع المثيرة للشكوك لدى بعض أعضاء اللجنة،
واليوم هم جميعهم يدعمون جنوب أفريقيا".
ويأتي تعبير بلاتر عن هذه الثقة، غداة تأكيد الألماني هورست شميت نائب
رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006، المكلف من قبل الفيفا الإشراف
على تنظيم كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010، أن المنظمين يعملون ضمن
الخطة المرسومة، والأمور تسير كما هو مخطط لها.
ووضع الفيفا بهذا حداً للشائعات التي تحدثت عن احتمال سحب تنظيم
مونديال 2010 من جنوب أفريقيا، بسبب الصعوبات التي يواجهها هذا البلد في
بناء وترميم الملاعب بالإضافة إلى المخاوف في الموضوع الأمني.
العنف مرض يهدد كرة القدم
واعتبر بلاتر أن كرة القدم "مريضة" بسبب تصاعد العنف في هذه الرياضة
قائلاً: "اليوم كرتنا مريضة، يجب إعطاؤها الأدوية اللازمة، وهذا يقع في
نطاق مسؤوليتنا".
وأضاف: "المنافع الاقتصادية تسيطر أكثر فأكثر، في الوقت الذي نحن فيه
غير قادرين، حتى في الدول الغنية، عن أن تكون لدينا ملاعب آمنة، العنف
موجود داخل الملاعب، واللاعبون الذين يتقاضون أعلى الأجور تصل بهم الأمور
أحياناً إلى الاشتباك بالأيدي، على غرار ما حصل في كارديف (في نهائي كأس
رابطة الأندية الانكليزية بين تشلسي وآرسنال) أو فالنسيا (في إياب ثمن
نهائي دوري أبطال أوروبا بين فالنسيا الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي).
وتابع بلاتر: "أين نذهب برياضتنا إذا كان اللاعبون بدأوا يتصرفون على
هذا النحو، نجد كرة القدم مريضة أيضاً عندما نشاهد كل حالات الفساد التي
تتكشف في الاتحادات الوطنية للعبة"، وبعد أن أعرب عن قلقه: "من فقدان
التربية الرياضية"، ذكر بلاتر أن "جميع هذه المواضيع أثيرت في اجتماعات
الفيفا السابقة في مراكش (2005) وميونيخ (2006)، ولكن الآن يجب التحول إلى
العمل، وهذا الموضوع سيكون رئيسياً في جدول أعمال مؤتمر الفيفا من 29 إلى
31 أيار/مايو المقبل في زيوريخ".
وتأتي تصريحات بلاتر متفقة مع التصريحات التي أطلقها رئيس الاتحاد
الأوروبي للعبة، الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي أكد الأسبوع الماضي أن
معركته الرئيسية ستتركز على مكافحة العنف في الملاعب الأوروبية.
الفيفا لم يعتمد بعد نظام المداورة
وأكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن الفيفا سيقرر في تشرين
الثاني/نوفمبر المقبل خلال اختيار الدولة المنظمة لمونديال 2014، مصير
نظام المداورة بين القارات، وقال بلاتر:"هناك مرشحان لمونديال 2014 هما
البرازيل وكولومبيا، أما بخصوص العام 2018، سيتعين على الفيفا أن يقرر ما
إذا كان سيستمر في المداورة، وفي هذه الحالة ستكون منطقياً دولة آسيوية هي
المنظمة"، وأضاف: "أما إذا قرر عدم الاستمرار في المداورة، فقد تكون
الدولة المضيفة من قارة أخرى".
وتابع بلاتر: "أعرف أن بريطانيا تنوي تنظيم مونديال 2018، لكني لا استطيع أن أعد بشيء في هذا الخصوص".
تحذير من ارتفاع تأثير المال
وأوصى جوزيف بلاتر بزيادة عدد اللاعبين المحليين في الأندية، وحذر من
ارتفاع تأثير المال على هذه الرياضة الشعبية، وقال خلال المؤتمر: "هذه
الظاهرة توجد في أوروبا، ولا وجود لها في أي قارة أخرى، يجب أن يكون في كل
فريق ستة لاعبين محليين على الأقل وخمسة أجانب".
وأورد أمثلة على ذلك قائلاً: "في بيلاروسيا، تم اعتماد قاعدة 7+4،
وأوكرانيا تنوي اعتماد النظام ذاته"، مشيراً إلى أن دينامو موسكو الروسي
يستحق أن تطلق عليه "تسمية دينامو لشبونة، لكثرة عدد اللاعبين البرتغاليين
والبرازيليين في صفوفه".
وأضاف: "هناك أندية لا يستطيع اللاعبون فيها أن يتكلموا مع بعضهم
البعض، لأنهم لا يجيدون لغة مشتركة، ولا يفهمون ما يجري من حولهم، وهذا
بالطبع ليس أمراً جيداً، أعرف أن أي فكرة للإصلاح في هذا المجال ستواجه
بمقاومة شديدة، خصوصاً من جانب الأندية الكبيرة ومدربيها".
على صعيد آخر، أعرب بلاتر عن قلقه من تصاعد تأثير المال على كرة القدم،
وقال: "في السابق، كان العالم يتجه إلى توظيف الأموال في الفورمولا وان أو
في ملاعب الغولف، أما اليوم فعندما نملك المال نتجه إلى توظيفه في كرة
القدم، خصوصاً في بريطانيا".
وأوضح: "هذا الأمر يقلقنا، لأنه يجب معرفة من أين هذا المال، إنها
مشكلة يجب أن نأخذها على محمل الجد"، مشيراً إلى أن لجنة "إستراتيجية"
تابعة للفيفا ستنكب على دراسة هذه المسألة، واعتبر أن الأندية التي تملك
المال لديها 25 إلى 30 لاعب، بينما يشارك في المباراة 11 لاعباً فقط،
"وثلثا اللاعبين لا يلعبون ويريدون البقاء مع النادي، لأنهم لا يرغبون
بالدفاع عن أندية من درجات أدنى، وكما يقال في فرنسا المال يجعل الناس
مجانين، وهذا الأمر إلى حد ما صحيح".
أرباح كبيرة بفضل المونديال
وحول الموقف المالي للاتحاد الدولي، قال بلاتر: "الفيفا ليس غنياً، لكنه كسب أمنا ماليا".
وكان الفيفا يشكو من صعوبات مادية خطيرة قبل خمس سنوات، مع إفلاس
الشركة الأولى في العالم على صعيد التسويق، التي كان متعاقداً معها، وباتت
حساباته تحتوي على مبلغ 752 مليون فرنك سويسري (470 مليون يورو)، حسب ما
جاء في التقرير السنوي.
وكان الفيفا حقق في العام الماضي فائضا من 303 ملايين فرنك سويسري بفضل
كأس العالم، وكذلك بفضل خطوة قام بها لضغط النفقات، التي بلغت في عام 2006
حسب التقرير 609 ملايين فرنك سويسري، مقابل 912 مليونا من الإيرادات،
وأضاف بلاتر:"يقوم نظام عمل الفيفا على ثلاث سنوات كلها نفقات، قبل أن
تأتي الرابعة بالإيرادات، وهي سنة تنظيم المونديال".
وكان الفيفا قرر اعتماد الدولار وحدة مالية في حساباته بدءاً من الأول من كانون الثاني/يناير 2007، بدلا من الفرنك السويسري.
الفيفا دفع لألمانيا 111 مليون يورو
وفي سياق متصل أكد الفيفا في تقريره السنوي الصادر الجمعة، أنه دفع إلى
اللجنة الألمانية المنظمة لمونديال 2006 مبلغ 111 مليون يورو، من أصل
الأرباح التي حققها خلال العرس الكروي العالمي الصيف الماضي.
وأوضح التقرير: "في الإجمال، الفائض الذي حققه الاتحاد الدولي يرتفع
إلى 156 مليون يورو، 111 مليون منها إلى ألمانيا، وال45 الباقية للفيفا".