في
مبادرة غير مألوفة، كلف الاتحاد الفرنسي لكرة القدم فريقاً من الخبراء في
عالم الكرة والسياسة، بإعداد تقرير حول مستقبل اللعبة، وملامح تطورها خلال
الأعوام العشرة القادمة.
وقد أسندت رئاسة الطاقم إلى الأستاذ باسكال بونيفاس، مدير المعهد
الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية، الذي يعد من الباحثين الدوليين
القلائل، الذين وسعوا مجالات البحث والدراسات المستقبلية إلى عالم كرة
القدم.
وسيشمل تفكير الخبراء الفرنسيين الأبعاد السياسية والاقتصادية
والاجتماعية للعبة، والتحديات التي ستواجهها، على خلفيات العولمة وتفاعلات
قرار بوسمان ( الخاص بالانتقالات لمحترفي كرة القدم) على حركة اللاعبين،
وزحف عالم الاقتصاد على الحقل الكروي، إضافة إلى ظهور جماعات ضغط على غرار
"مجموعة 14" المتكونة من الأندية الأوروبية الأكثر ثراء.
و بمجرد تعيينه على رأس فريق الخبراء، شرع الأستاذ باسكال بونيفاس في
مشاورات واسعة مع دوائر عديدة من السياسة إلى الثقافة مرورا بمراكز البحث،
و في انتظار صياغة التقرير رسم الباحث بعض التصورات بمناسبة الندوات التي
ينظمها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية.
وضم باسكال بونيفاس صوته إلى الأصوات المنددة بتعامل المفوضية
الأوروبية مع الرياضة كسلعة، حيث تنظر إلى القطاع من زاوية اقتصادية
ومالية، على خلاف الثقافة التي تخضع لرؤية مختلفة.
واتهم بونيفاس، صاحب كتاب "الكرة مستديرة مثل الأرض"، السلطات السياسية
الأوروبية بالنظر إلى الأندية كمؤسسات اقتصادية، وحذر بقوله : "في اليوم
الذي سيرسم فيه الترتيب حسب الحصيلة المالية للأندية، عندئذ ستفتقر
الملاعب من المتفرجين، ويغيب المشاهدون من أمام الشاشة، و تنهار
إمبراطورية الكرة".